وسائل الإعلام
  |  
المقالات
Cross

أُقصوصتان

  ميشال مارون حنا نعمة الله الملكي
٢٧ أيار٢٠١٣

تملك عائلة ملكي في بعبدات قطعة أرض مساحتها ٣٥٨ م٢ في منطقة الحقلة، الواقعة في ضهور بعبدات، حيث توجد بلوطة معمّرة، ومعصرة دبس عنبي أثريّة مكوّنة من ٧ أجران محفورة في الصخر.

في ١٩ تشرين الأوّل ٢٠٠٨، تمّ تكريس البلوطة على اسم الأب ليونار الذي نشأ في هذا المكان، في احتفال خشوعي، صلّى فيه المؤمنون البعبداتيون مع فاعلياتهم الروحيّة والرسميّة، ووُضعت له فيه شاهدة تذكاريّة.

نظرًا للعلاقة التي تربط الأب ليونار بالبلوطة، أورد ههنا أقصوصتين من ذكرياتي البعبداتيّة، قبل انتقالي للإقامة في فرنسا:

1- في بداية الحرب العالميّة الأولى، بلغ على مسامع الخوري نعمة الله الملكي البعبداتي (١٨٦٤-١٩٣١)، مؤلّف كتاب “تاريخ بعبدات وأُسرها”، أنّ العسكر التركي سيتوجّه غدًا إلى منطقة الحقلة ليقطع شجرة البلوطة بغية استعمال الحطب. حزن جدًّا للخبر، وما في يده حيلة لمواجهة العسكر، فقصد البلوطة بسرعة، ومكث في الساحة يصلّي راكعًا طوال الليل. فجر اليوم التالي، أطلّ العسكر التركي وبيدهم الفؤوس. ما أن عاينوا البلوطة حتّى اكتشفوا بأن جذعها فارغ، ولا ينفعهم بشيء، فرحلوا عن المكان، وخلصت البلوطة.

2- مع بداية الستينات من القرن الماضي، خفّ النشاط الزراعي والاجتماعي في الحقلة، وغدت البلوطة وساحتها عرضة للإهمال، ومرتعًا للصيادين وروّاد البيكنيك، ما ساهم بتدهور حالتها، وظهور اليباس في أغصانها، وبات البعبداتيّون يخشون الأسوأ. دبّت الهمّة في نفس يوسف فارس حبيب ملكي، فقام باستشارة المهندسين الزراعيين الذين أَوصوا بقطع الغصن الأكثر طولاً، ومداواة الأغصان الأخرى. أعطت العلاجات المطبقة نتيجة جيّدة، فاستعادت البلوطة عافيتها، وسط فرحة البعبداتيين.

شارك:
Facebook
تويتر
إطبع
Go To Top
انتقل إلى أعلى الصفحة
الفصل السابق

ليونار ورهبنة مار فرنسيس...

ليونار ورهبنة مار فرنسيس للعلمانيين

Previous Chapter
الفصل التالي

قصيدتان

قصيدتان

Next Chapter
Go To Top
متابعة القراءة
...ومرّة أخرى، يـَـتـلـطَّـخ الثوب الفرنسيسي بدم الشهداء...
LeonardMelki
© فارس ملكي 2013