في تقريره السنويّ الذي كتبه بالإيطاليّة، وأرسله إلى الأب العامّ باتشيڤيكو من سيدجانو، في روما، والمنتخب حديثًا، يتكلّم الأب توما عن صعوبة وضعه، بسبب عدم تمكّنه من اللغات التركيّة والأرمنيّة المستعملة في خربوط حيث عُيّن حديثًا:
خربوط، في ١٨ كانون الأوّل ١٩٠٨
حضرة الأب العامّ الجزيل الاحترام
مع خضوعي للتدبير القائم في «نظام الرسالة»، أشعر بسعادة قصوى إذ أوجّه لكم التحيّة، للمرّة الأولى، من هذه المناطق البعيدة.
أولاً، أتمنّى لكم، من صميم القلب، أن تكون أعياد الميلاد ورأس السنة سعيدة، راجيًا لكم حياة طويلة، كلّها خير وسعادة. إنّي أضرع بحرارة إلى الربّ كي يسكب عليكم كلّ بركاته العلويّة.
ثانيًا، أشكركم جزيل الشكر، على العناية والانتباه اللذين أبديتموهما تجاهنا، نحن كبّوشيّي «المعهد الشرقي»، وأنا عضو وضيع من هذه المؤسّسة الرسوليّة.
لقد أمضيتُ سنتين ونصف في إرساليّة بلاد ما بين النهرين. عند وصولي إلى هذه الإرساليّة، عُيِّنتُ في مركز ماردين، حيث باشرتُ فورًا خدمتي المقدّسة، كوني أعرف اللغة العربيّة، وهي اللغة المحكيّة في هذه المدينة. مارستُ التعليم في مدرسة الصبيان، والوعظ، وسماع الاعترافات. باختصار، قمتُ، والحمد للّه، بما استطعت القيام به من خير، وذلك لأكثر من سنتين.
لَمّا حضر رئيس إقليم ليون للزيارة القانونيّة، في نهاية العام ١٩٠٨، قام بإرسالي إلى خربوط، وهو مركز آخر تابع للإرساليّة نفسها، وقال لي (الأب ديزيريه): «يا أبتِ العزيز، أَختارك لمركز خربوط... تَعلَّم هناك لغات البلد...»
ذهبتُ حيث دعتني الطاعة. في خربوط، لا يتكلّمون سوى اللغتين التركيّة والأرمنيّة. لذا، عليّ القبول، ولو لفترة معيّنة، قسطًا من الجمود المزعج، لأتمكّن من لغات البلد، فأستطيع ممارسة الخدمة المقدّسة. كما ترون، أبتِ العزيز، فإنّ وضعي ليس بالمهمّ، بل لا أهميّة له إطلاقًا، إذ لم يمضِ على وصولي إلى هذا المركز أكثر من شهرين.
أبتِ العزيز، تفضّلوا بقبول هذه الرسالة، سائلاً إيّاكم بركتكم الأبويّة والساروفيّة.
ودُمتم إلى الإبن الأكثر تواضعًا أمام أبوّتكم الموقّرة.
الأخ توما البعبداتي
مُرسل بابوي كبّوشي
التقرير بخط يد الأب توما