فضائله
  |  
الفضائل الإلهيّة
Cross

الرجاء

 

يتجلّى رجاء الأب ليونار في حياته وأعماله، وذلك منذ شبابه، حين قرّر الالتحاق بالرهبنة الكبّوشيّة. كان يعرف أنّه عليه الذهاب إلى القسطنطينيّة البعيدة لمتابعة تنشئته اللاهوتيّة والفلسفيّة واللغويّة التي ستمتد على إحدى عشرة سنة، من دون أيّ فرصة له للمجيء إلى لبنان. بقي هذه المدّة الطويلة بعيدًا عن أهله ووطنه وعواطفه البلديّة. لا يمكن احتمال هذا الوضع الصعب من دون الرجاء في أن ينهي دراسته وينضمّ إلى قافلة المرسَلين في العالم. غادر بعبدات في شهر نيسان ١٨٩٥، بصحبة رفاقه، وقيادة رئيس الإرساليّة، مردّدًا القول المأثور: «يا إمّي زتّيني، ويا عدرا استلقّيني».  

كان هذا مراده، مع الأب توما، كما يقول الأب جان أنطوان دوميلان ، رئيس الإرساليّة الكبّوشيّة، في إحدى رسائله إلى الأب العامّ: «إنّ الأبوين البعبداتيّين الشابّين، توما وليونار، أنهيا دراستهما، وهما يسألان عن مكان تعيينهما، هل يكون في إرساليّة بلاد ما بين النهرين؟… سوف أكون مسرورًا في حال أتى الجواب بالإيجاب». 1

وبالفعل، تمّت الاستجابة لرغبتهما، ما أفرحهما من دون شكّ، وأفرح الأب بونافنتورا زميلهما الذي عبّر عن مشاعر الأبوين من خلال رسالة شكر أخرى للأب جان أنطوان دوميلان إلى الأب العامّ جاء فيها: «إنّ الاب بونافنتورا مسرور جدًّا إثر الجواب الوارد من قبلكم، والقائل بأنّ زميليه في بودجه سوف يُعيّنان في إرساليّتنا». 2

بعد مرور سنة على تعيينه في ماردين، بعث الأب ليونار برسالة إلى الأب العامّ في روما جاء فيها: «كان من الطبيعيّ أن أواجه بعض الصعوبات التي يواجهها أيّ مرسَل آخَر،  لكنّني استطعتُ التغلُّب عليها، بنعمة الله.» 3

وجاء في رسالة أخرى: «ليهَبْ الربّ لكم نعمه بسخاء، وليساعدكم في جميع ٱحتياجاتكم، خصوصًا في إدارة الرهبنة بأسرها… لا شكّ، أنّ رهبنتنا، بقيادة رئيسٍ ماهرٍ وفطن، وبمعاونة الأب الساروفيّ، ستزدهر، حتمًا، وتعطي ثمارًا وافرةً وطيّبة.» 4

يعبّر الأب ليونار عن امتنانه الكبير بإعلان معهد بودجه السابق مفوضيّة قلب يسوع الأقدس، ويقول: «كلّ هذا من صنيع الله. فضلاً عن ذلك، جاء اختيار المفوّض ومعاونَيه الاثنين موفّقًا، وعلى أفضل ما يمكن أن يكون». 5

وفي رسالة أخيرة له إلى الأب العامّ، يقول: «لتكن سنة النِعَم ١٩١٣ ينبوعًا لكلّ نعمةٍ ولكلّ خير، وليحفظكم الربّ طويلاً ويعضدكم بنعمته القديرة… في الوقت الحاضر، وضعُنا دقيق، أسوةً بجميع المسيحيّين في هذه البلاد، بسبب الحرب القائمة بين تركيّا والدول البلقانيّة… ومع هذا، لا يسعنا، حتى اليوم، أَنْ نتذمّر، بالرغم من وجود تهديداتٍ عديدة. في كلّ الأحوال، نحن نضع نفوسنا، كلّيًّا، بين يدي الربّ. لتكن مشيئته القدّوسة.» 6

 

1 رسالة الأب جان انطوان دوميلان إلى الأب العامّ، بودجه، 3 أيار 1906، أرشيڤ الكبّوشيين العامّ في روما. 2  رسالة الأب جان انطوان دوميلان إلى الأب العامّ، أورفا، 15 حزيران 1906، أرشيڤ الكبّوشيين العامّ في روما. 3   رسالة الأب ليونار إلى الأب العامّ، ماردين، 7 آب 1907، أرشيڤ الكبّوشيين العامّ في روما. 4   رسالة الأب ليونار إلى الأب العامّ، ماردين، 29 كانون الأوّل 1909، أرشيڤ الكبّوشيين العامّ في روما. 5   رسالة الأب ليونار إلى الأب العامّ، أورفا، 20 آذار 1912، أرشيڤ الكبّوشيين العامّ في روما. 6   رسالة الأب ليونار إلى الأب العامّ، أورفا، 18 كانون الأوّل 1912، أرشيڤ الكبّوشيين العامّ في روما.
شارك:
Facebook
تويتر
إطبع
Go To Top
انتقل إلى أعلى الصفحة
الفصل السابق

الإيمان

الإيمان

Previous Chapter
الفصل التالي

المحبّة

المحبّة

Next Chapter
Go To Top
متابعة القراءة
...ومرّة أخرى، يـَـتـلـطَّـخ الثوب الفرنسيسي بدم الشهداء...
LeonardMelki
© فارس ملكي 2013