فضائله
  |  
الفضائل الأخرى
Cross

الطاعة

 

يَظهر الأب ليونار، من خلال رسائله، الراهب المطيع المثالي.

يفرض قانون الإرساليّات، على كلّ مرسَل، أن يكتب إلى الأب العامّ، أقلّه مرّة واحدة في السنة، ويخبره عن وضعه ورسالته. أظهر الأب ليونار التزامه بهذا القانون، بشهادة الرسائل التي كان يبعث بها إلى الأب العامّ، في التواريخ التالية: 11 كانون الأوّل 1906، 7 آب 1907، 29 كانون الأوّل 1909، 23 كانون الأوّل 1910، 29 نيسان 1911، 20 آذار 1912، 18 كانون الأوّل 1912.

كُتبت هذه الرسائل بأسلوب تتكرّر فيه التعابير اللائقة والمهذبة بشكل لافت، وتُظهر الطاعة الفوريّة لأوامر الرؤساء، وذلك منذ البدء. يقول الأب ليونار: «بعد الحصول على موافقة أبوّتكم الموقرة للذهاب إلى بلاد ما بين النهرين، توجّهتُ فورًا من بودجَه إلى لبنان، حيث قضيتُ بعض الوقت بين الأهل والأصدقاء الأعزاء، بناءً على أوامر الأب لينو . ومن هناك، إلتحقتُ مباشرةً برسالتي. عند وصولي إلى مقرّ إرساليّتنا الرئيسيّة في أورفا، أَمَرني الأب المدبّر بالمكوث هناك، ريثما يتمّ تحديد وجهتي. بعد حوالي شهر، أُمِرتُ بالتوجّه إلى ماردين. خَضَعتُ للأمر، وشكرتُ الربّ.» 1

وجاء في رسالة أخرى: «أَوكَلَ إليّ الأب الرئيس، مؤخَّرًا، الاهتمام بالمدرسة، فباشرتُ المهمّة من كلّ قلبي.» 2

يتميّز الأب ليونار بطاعته المطلقة لأوامر الرؤساء، ولا يجادل بأيّ أمر يتلقّاه، ويتقبّل التعيينات الجديدة في الإرساليّة، من دون أن يفتح فاه، في حين يطرح زميله الأب توما تساؤلات عدّة حولها، من دون إلقاء اللوم على الرؤساء، فيقول في رسالته إلى الأب العامّ: «عند وصولي إلى الإرساليّة، عُيّنتُ في ماردين، لأنّني أعرف اللغة العربيّة… بعد إقامتي هناك لمدّة سنتين وثلاثة أشهر، أرسلني الرؤساء إلى خربوط، ووضعوا آخَرين مكاني، لا يعرفون اللغة العربيّة، بل التركيّة والأرمنيّة. وبما أنّني لا أعرف التركيّة ولا الأرمنيّة، وهما اللغتان المستعملتان في خربوط، أَصبحتُ شبه مشلول… وما أن صرتُ قادرًا على تدبير أمري باللغة التركيّة، حتّى عُيّنتُ في ديار بكر… لا أقول هذا لأنّ الأمر أزعجني، أو جرى رغمًا عنّي، ولا أقوله بنيّة اتهام رؤسائي…» 3


1   رسالة الأب ليونار إلى الأب العامّ، ماردين، 11 كانون الأوّل 1906، أرشيڤ الكبّوشيين العامّ في روما. 2   رسالة الأب ليونار إلى الأب العامّ، أورفا، 18 كانون الأوّل 1912، أرشيڤ الكبّوشيين العامّ في روما. 3 رسالة الأب توما صالح البعبداتي الكبّوشي إلى الأب العامّ، ديار بكر، 10 كانون الأوّل 1910، أرشيڤ الكبّوشيين العامّ في روما.

شارك:
Facebook
تويتر
إطبع
Go To Top
انتقل إلى أعلى الصفحة
الفصل السابق

الفقر

الفقر

Previous Chapter
الفصل التالي

التواضع

التواضع

Next Chapter
Go To Top
متابعة القراءة
...ومرّة أخرى، يـَـتـلـطَّـخ الثوب الفرنسيسي بدم الشهداء...
LeonardMelki
© فارس ملكي 2013